بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد الهادي الامين
وعلى آله وصحبه أجمعين.
اما بعد:
أحبتي في الله ان الحديث على هذا الوباء المنتشر في ارجاء العالم والذي وصلت مصائبه الى دولة ايطاليا فلابد لنا ان ندلوا بدلونا في هذا الكلام الرائج حوله...
ولكن لابد ان نطرح بعض الاسئلة المهمة التي قد تخطر في اذهاننا ومنها:

هل سبق في التاريخ وباء مثله؟
هل الوباء متعلق بجميع الناس ام بنوع معين؟
هل كل بقاع العالم تصاب به ام مناطق خاصة دون الاخرى؟
هل النصوص الدينية الاسلامية تحدثت عن هذا الوباء؟
ان كان الجواب بنعم فكيف تعامل او امر بالتعامل معه؟

# ان الحديث عن الطاعون في مساره التاريخي وخاصة بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لابد لنا ان نتحدث عن اخطر طاعون وهو طاعون عمواس الذي يقول عنه المؤرخون انه كان في عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة 18 للهجرة وقد ظهر في بلدة عمواس التابعة لبلاد الشام وانتشر بعدها انتشار النار في الهشيم وحصد ارواحا من المسلمين في وقت وجيز بل استشهد فيه عدد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم منهم: معاذ بن جبل وأبو عبيدة ويزيد بن ابي سفيان وشرحبيل بن حسنة وابو جندل والفضل بن العباس بن عبد المطلب...
وقد اختلفت كتب التاريخ في عدد ضحايا هذا الطاعون من 27 الف مسلم الى 70 الف مسلم وذلك في مدة وجيزة الى ان أمروا بالتفرق في الجبال من طرف الخليفة عمرو بن العاص حيث قام خطيبا في الناس :
ايها الناس ان هذا الوجع اذا وقع فانما يشتعل اشتعال النار فتحصنوا منه في الجبال...
فكانت نصيحته وتوجيهه ان يتفرقوا في الجبال والنواحي شيئا من الزمن وبهذا التوجيه ارتفع الوباء وانتهى.
فمن خلال هذه النبذة التاريخية يمكن ان نجيب عن الاشكال التالي ان هذا الوباء لا يتعلق بشخص دون الاخر او بنوع انساني دون الاخر بحيث تجد الرجل يتهرب من صنف الآسيويين او يتهمهم بهذا الفيروس الذي ظهر او يقول انه انتقام من الله لهم فماذا نقول للذين استشهدوا به من الصحابة هل انتقام من الله لهم؟ ابدا ليس بخلق اسلامي ولا توجيه ديني.. 
اما بخصوص النصوص الواردة في مثل هذه الاوبئة نذكر حديث سعد بن معاذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:... فاذا كان بارض وانتم بها فلا تخرجوا منها واذا سمعتم به في ارض فلا تدخلوها. او كما قال عليه الصلاة والسلام في مثل هذه الاوبئة.
 في الختام اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يحفظنا بحفظه المتين. 
محبكم : حميد لمقدمي